کد مطلب:109998 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

نامه 041-به یکی از کارگزارانش











ومن كتاب له علیه السلام

إلی بعض عماله

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّی كُنْتُ أَشْرَكْتُكَ فِی أَمَانَتِی، وَجَعَلْتُكَ شِعَارِی وَبِطَانَتِی، وَلَمْ یَكُنْ مِنْ أَهْلِی رَجُلٌ أَوْثَقَ مِنْكَ فِی نَفَسِی، لِمُوَاسَاتِی وَمُوَازَرَتِی وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَیَّ. فَلَمَّا رَأَیْتَ الزَّمَانَ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ، وَالْعَدُوَّ قَدْ حَرِبَ، وَأَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِیَتْ، وَهذهِ الْأَُمَّةَ قَدْ فَنَكَتْ وَشَغَرَتْ، قَلَبْتَ لِإِبْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الِْمجَنِّ، فَفَارَقْتَهُ مَعَ الْمُفَارِقِینَ، وَخَذَلْتَهُ مَعَ الْخَاذِلِینَ، وَخُنْتَهُ مَعَ الْخَائِنِینَ، فَلاَ ابْنَ عَمِّكَ آسَیْتَ، وَلاَ الْأَمَانَةَ أَدَّیْتَ. وَكَأَّنكَ لَمْ تَكُنِ اللهَ تُرِیدُ بِجِهَادِكَ، وَكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَكَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِیدُ هذِهِ الْأُمَّةَ عَنْ دُنْیَاهُمْ، وَتَنْوِی غِرَّتَهُمْ عَنْ فَیْئِهِمْ ! فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ الشِّدَّةُ فِی خِیَانَةِ الْأُمَّةِ، أَسْرَعْتَ الْكَرَّةَ، وَعَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ، وَاخْتَطَفْتَ مَا قَدَ رْتَ عَلَیْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ الْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَأَیْتَامِهِمُ، اخْتِطَافَ الذِّئْبِ الْأَزَلِّ دَامِیَةَ الْمِعْزَی الْكَسِیرَةَ، فَحَمَلْتَهُ إِلَی الْحِجَازِ رَحیِبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِهِ، غَیْرَ مُتَأَثِّمٍ مِنْ أَخْذِهِ، كَأَنَّكَ ـ لاَ أَبَا لِغَیْرِكَ ـ حَدَرْتَ إِلَی أَهْلِكَ تُرَاثَكَ مِنْ أَبِیكَ وَأُمِّكَ، فَسُبْحَانَ اللهِ! أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ؟ أَوَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ الْحِسَابِ! أَیُّهَا الْمَعْدُودُ ـ كَانَ ـ عِنْدَنَا مِنْ أُولِی الْأَلْبَابَ، كَیْفَ تُسِیغُ شَرَاباً وَطَعَاماً، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً، وَتَشْرَبُ حَرَاماً، وَتَبْتَاعُ الْإِمَاءَ وَتَنْكِحُ النِّسَاءَ مِنْ مَالِ الْیَتَامَی وَالْمَسَاكِینِ وَالْمُؤْمِنِینَ وَالْمُجَاهِدِینَ، الَّذِینَ أَفَاءَ اللهُ عَلَیْهِمْ هذِهِ الْأَمْوَالَ، وَأَحْرَزَ بِهِمْ هذِهِ الْبِلاَدَ! فَاتَّقِ اللهَ، وَارْدُدْ إِلَی هؤُلاَءِ الْقَوْمِ أمَوَالَهُمْ، فإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِی اللهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَی اللهِ فِیكَ، وَلاََضْرِبَنَّكَ بِسَیْفِی الَّذِی مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلاَّ دَخَلَ النَّارَ! وَ وَاللهِ لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَیْنَ فعَلاَ مِثْلَ الَّذِی فَعَلْتَ، مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِی هَوَادَةٌ، وَلاَ ظَفِرَا مِنِّی بَإِرَادَة، حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا، وَأُزِیحَ الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا. وَأُقْسِمُ بِاللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ مَا یَسُرُّنِی أَنَّ مَا أَخَذْتَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَلاَلٌ لِی، أَتْرُكُهُ مِیرَاثاً لِمَنْ بَعْدِی، فَضَحِّ رُوَیْداً، فَكَأنَّكَ قَدْ بَلَغَتَ الْمَدَی، وَدُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرَی، وَعُرِضَتْ عَلَیْكَ أَعْمَالُكَ بِالْمَحَلِّ الَّذِی یُنَادِی الظَّالِمُ فِیهِ بِالْحَسْرَةِ، وَیَتَمَنَّی الْمُضَیِّعُ الرَّجْعَةَ، (وَلاَتَ حِینَ مَنَاصٍ) ! وَالسَّلامُ.